فوائـد الصـوم الصحية..
الصوم بين النفسي والجسدي:ثمة حالة نفسية يعيشها
الإنسان في شخصه، سواء في مشاعره الداخلية أو سلوكه الخارجي، فإذا ما انزلق في هوة
النفاق عاش حالة من الانفصام وعدم التجانس والوفاق الداخلي، وهذا ما ينعكس توتراً
وقلقاً على النفس والروح، ويجعلهما في حالة من الصراع تؤدي إلى حالات مرضية نفسية،
تؤثر سلباً على أعضاء الجسم ووظائفه، فالتوتر العصبي والقلق والاكتئاب والأرق
كثيراً ما تنعكس على القلب، بمختلف الأدوار من ارتفاع في ضغط الدم إلى مرض في
شرايين القلب التاجية، أو اضطراب في ضربات القلب، وربما انعكست تلك الاضطرابات
النفسية على المعدة، التي قد تصاب بالتقرح أو بالقولون الذي يتشنج ويتألم، أو على
غيرها من أعضاء.
ويفيد علماء الطب أن
فوائد الصوم لصحة الإنسان وسلامة بدنه كثيرة جداً، منها ما يتعلق بالحالة النفسية
للصائم وانعكاسها على صحته، حيث أن الصوم يساهم مساهمة فعالة في علاج الاضطرابات
النفسية والعاطفية، وتقوية إرادة الصائم، ورقة مشاعره، وحبّه للخير، والابتعاد عن
الجدل والمشاكسة والميول العدوانية، وإحساسه بسمو روحه وأفكاره، وبالتالي تقوية
وتدعيم شخصيته، وزياة تحمّلها للمشاكل والأعباء، ومما لا شك فيه ذلك بصورة تلقائية
على صحة الإنسان.
ومن فوائد الصوم، كونه
يساهم في علاج الكثير من أمراض الجسم، كأمراض جهاز الهضم، مثل التهاب المعدة الحاد،
وأمراض الكبد، وسوء الهضم، وكذلك في علاج البدانة وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط
الدم، وخناق الصدر والربو القصبي وغيرها.
وفي هذا المجال كتب
الطبيب السويسري بارسيليوس "إن فائدة الجوع قد تفوق بمرّات استخدام الأدوية"، أما
الدكتور فيليب، فكان يمنع مرضاه من الطعام لبضعة ايام، ثم يقدّم لهم بعدها وجبات
غذائية خفيفة، وبشكل عام فإن الصوم يساهم في هدم الأنسجة المتداعية وقت الجوع، ثم
إعادة ترميمها من جديد عند تناول الطعام، وهذا هو السبب الذي دعا بعض العلماء ومنهم
"باشوتين"، لأن يعتبروا أن للصوم تأثيراً معيداً للشباب.
ولذلك فأهمية بالصوم
تكمن في أنه يساعد على القيام بعملية الهدم التي يتخلص فيها الإنسان من الخلايا
القديمة، والخلايا الزائدة عن حاجته. من هنا يعتبر نظام الصيام المتبع في الإسلام
هو النظام الأمثل في عمليتي الهدم والبناء، حيث يتوقف الإنسان عن الطعام والشراب
لمدة حدّها الأدنى أربعة عشر ساعة، حيث يقوم الجوع بهدم الخلايا ولكن هذه لا تلبث
أن تتجدد عندما يعود إلى تناول الطعام.
الصوم
تجربة روحية:
ولم يقتصر دور الصوم على
هدم الأنسجة المتداعية وإعادة تجديدها، بل يرقى بالإنسان إلى السمو الروحي، ويجعله
أكثر وضوحاً في رؤيته، وهذا ما ألفت إليه "توم برنز" من مدرسة كولومبيا للصحافة
بقوله: "إنني أعتبر الصوم تجربة روحية عميقة أكثر منها جسدية، فعلى الرغم من أنني
بدأت الصوم بهدف تخليص جسدي من الوزن الزائد إلا أنني أدركت أن الصوم نافع جداً
لتوقد الذهن، فهو يساعد على الرؤية بوضوح أكبر، وكذلك على استنباط الأفكار الجديدة
وتركيز المشاعر، فلم تكد تمضي عدة أيام من صيامي في منتجع "بولنج" الصحي حتى شعر
أني أمر بتجربة سمو روحي هائلة".
:lol: ;)
تحياتي..