بسم الله
و الحمد لله و بعد
"عسى أن تكرهوا شيئا و هو خيرا لكم"
كما رفرفت قلوبنا فرحا اليوم مع الناجحين اهتزت كذلك حزنا مع الذين رسبوا
نعم قدر الله و ما شاء فعل كلنا نكره الإخفاق أو ما يسمى بالفشل
لكن الفشل الحقيقي يا أحبائي هو عدم استفادتنا من هذه التجربة
فلا تمنحوا للإخفاق فرصة أخرى فقد فشلتم مرة فلا تجعلوها مرات
نعلم إن مرارة الفشل تفوق احتمال بعض الطلبة لكن علينا تقبله و التعلم منه
و النظر إليه على أنه نعمة متخفية متنكرة عليها نثب واقفين مرة أخرى
لاستغلال قوى النجاح الكامنة فينا بأكثر فعالية وأكثر تأثير
ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك وليس الرسوب نهاية العالم
بل قد يكون ما حدث خيرا لكم يدفعكم لتحقيق نجاحات كبرى في المستقبل
فانهضوا من هذه الكبوة بإيمان وثيق وبعزم شديد على تخطيها خذوا العبرة من هذه التجربة
و لا تجعلوا لحظة الإخفاق هذه عائقا يشغلكم عن النجاح في المستقبل
هناك من كد و اجتهد ووضع النجاح نصب عينيه لكن الله أراد له أمرا اخر غير ذلك
فاحتسبوا هذا الكد عند الله لتكونوا مأجورين وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛
إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛
فكان خيراً له "
فحاولوا الاستفادة من رسوبكم لتتداركوا الأمر و ستكونون بإذن الله من الناجحين في الفرصة القادمة
بل قد تكونون من الأوائل وهذا حصل لكثيرين ، حيث كان في رسوبهم خير كثير
ولو نجحوا لما حصلوا على نتائج جيدة
ولدي تجربة رائعة لأحد أبناء العمومة أعاد امتحان البكالوريا ست مرات و في كل مرة كان يخفق
كنت انداك أدرس في المتوسط وبقيت أنا أنجح و هو يرسب حتى جاء العام الذي اجتزنا الامتحان معا
و كتب الله لنا النجاح معا وقد تحصل على تقدير جيد جدا و أكمل دراساته الجامعية وتخرج
إنها الهمة و عدم القنوط و الثقة بالله عز و جل و رفع التحدي
فاحرصوا على الاجتهاد أكثر ربما الأمر يحتاج إلى بدل جهد أكبر و تركيز و متابعة أكثر
فكونوا على ثقة بالله عز و جل و اعلموا أنه سبحانه يحب عباده و أنتم منه
و أنه سبحانه ما كان ليضيع عملكم وجهدكم
فاطلبوا منه التوفيق سبحانه فهو القائل: "ادعوني أستجب لكم"
واصنعوا النجاح من هذا الإخفاق فخيبة الأمل و الفشل يبقيان من الدرجات التي يرتقي عليها النجاح
وفقكم الله