سبق لنا أن تطرّقنا في "الهداف" لموضوع أكدنا فيهن أن ما يعاني منه اللاعب سمير ناصري في المنتخب الفرنسي من تصرفات عنصرية تجاهه، من شأنه أن يصب في صالح اللاعبين المغتربين الذين لم يحددوا وجهتهم..
إن كانوا سيحملون ألوان بلدهم الأصلي الجزائر أم البلد الذي كبروا وترعرعوا فيه فرنسا، وفعلا تجلّى ذلك بعدما كشف الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش عن جلب الدولي إسحاق بلفوضيل، الذي بات قريبا من "الخضر" وإنهاء إجراءات تأهيله من طرف "الفيفا"، وها هو لاعب آخر يقترب من الالتحاق بـ"الخضر" والأمر يتعلّق بالمهاجم ياسين براهيمي، الذي كشفت لنا مصادر مقربة منه أنّه اقتنع أخيرا بالدفاع عن ألوان المنتخب الوطني، وأنه يفضل التريث في الوقت الحالي حتى يجد فريقا يحمل ألوانه الموسم المقبل، على أن يلتحق بصفوف "الخضر" وهو في أوجّ لياقته وعطائه.
محاولات إقناعه كللت بالنجاحوتفيد مصادرنا أن محاولات إقناع براهيمي بتقمص ألوان "الخضر"، لم تتوقف منذ عهد الناخب السابق رابح سعدان حيث حذا حليلوزيتش حذوه، وربط اتصالاته باللاعب تزامنا مع اتصاله بـ بلفوضيل ونجاحه في إقناعه، ونجح في إقناع براهيمي أيضا فحصل على موافقته باللعب لصالح الجزائر مستقبلا، ما سيحسب لصاح البوسني الذي يبدو أنه محظوظ للغاية لأن عهدته ناخبا لـ"الخضر" عرفت انضمام موهبة اسمها فغولي، وبروز لاعبين محليين آخرين في صورة حشود، سليماني وكذلك سوداني، وها هو ينجح في إقناع بلفوضيل وبراهيمي أيضا.
اللاعب يبحث عن بعث مشواره مع فريق جديد ليأتيوتفيد مصادرنا الخاصة أن براهيمي الذي اقتنع أخيرا بحمل ألوان المنتخب الوطني، لا يرغب في أن يكون انضمامه في الوقت الحالي، لا لسبب سوى لأنه منشغل بالاتفاق مع فريق جديد يبعث عبر بوابته مشواره من جديد، ويمنحه فرصة اللعب التي حرم منها مع "رين" في وقت سابق، وحينها سيكون على أتم الاستعداد لتقمص الألوان الوطنية، بما أنّ أجواء المنافسة الرسمية ستجعله أكثر جاهزية وستضعه تحت تصرف المنتخب الوطني وهو في كامل لياقته.
جلبه قبل نهائيات جنوب إفريقيا سيجعل المنتخب أكثر قوةومن المؤكد أن جلب لاعب مثل براهيمي صاحب النزعة الهجومية القوية، إلى جانب بلفوضيل الذي تبقى تفصله أمتار قليلة عن خط وصوله إلى الجزائر بالإضافة إلى وجود فغولي وآخرين، سيجعل منتخبنا الوطني أكثر قوة تحضيرا لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا (إن نجحنا في اجتياز عقبة منتخب ليبيا ونحن مرشحون لذلك)، وحينها سيكون بإمكان حليلوزيتش أن يبني منتخبا أكثر قوة سيكون قادرا على قول كلمته في بلاد "البافانا بافانا"، وجاهزا لاستعادة توازنه في تصفيات كأس العالم عقب خسارة مالي، والذهاب بعيدا ولم لا الوصول إلى البرازيل.
يريد الاجتماع بـ بلفوضيل وبودبوز من جديدوتفيد مصادرنا دائما أن اللاعب براهيمي يوجد في اتصال دائم بزميله بلفوضيل وباللاعب الدولي رياض بودبوز، ولا تستبعد مصادرنا أن يكون بودبوز قد ساهم في إقناعه هو الآخر باختيار اللعب للجزائر، مثلما فعل مع بلفوضيل الذي أكد ذلك في حواره الحصري لوكالة الأنباء الجزائرية، قائلا إن "بودبوز هو من ساهم في إقناعه، وأصر على أن يحمل ألوان الخضر"، وهو ما تقوله مصادرنا إن بودبوز يقوم بذلك في الوقت الحالي مع براهيمي، ونجح إلى أبعد الحدود في إنهاء مهمته بعدما تحصل رفقة حليلوزيتش على موافقة براهيمي، الذي يرغب في الاجتماع مجددا مع بلفوضيل وبودبوز بعدما لعب إلى جانبها في منتخب فرنسا لصنف الأواسط، وهذه المرة بألوان خضراء وبيضاء... هي ألوان بلد الآباء والأجداد.
بودبوز سعيد لالتحاق بلفوضيل وينتظر براهيميوقد حاولنا أن نأخذ من بودبوز انطباعه عن انضمام بلفوضيل إلى المنتخب الوطني، كما حاولنا أن نأخذ منه تعليقا على ما قاله عنه بلفوضيل، غير أننا لم نتمكن من ذلك بسبب اضطراب اللاعب بسبب مستقبله الكروي المجهول، غير أن مقربين منه أكدوا لنا أنه سعيد للغاية لالتحاق بلفوضيل بالمنتخب الوطني، وسعيد أيضا لما قاله عنه، كما ينتظر بفارغ الصبر أن يجد براهيمي فريقا يلعب له، حتى يتسنى له الالتحاق بصفوف "الخضر" وهو جاهز من كل النواحي.
مصائب ناصري لدى الجزائر فوائدوبعيدا عن انضمام بلفوضيل واقتراب التحاق براهيمي بصفوف المنتخب الوطني، لا يمكن أن نصف ما حدث لـ ناصري هذه الصائفة من حملة شرسة شنتها عليه وسائل الإعلام الفرنسية، وانصاعت لها الاتحادية الفرنسية لكرة القدم في نهاية المطاف، سوى بالمصيبة التي تحولت على فائدة لمنتخبنا الوطني، الذي مثلما نجح في ضم بلفوضيل عن قريب واقتراب براهيمي سينجح أيضا في ضم لاعبين آخرين مزدوجي الجنسية مستقبلا، ما دام من يولدون في فرنسا من آباء جزائريين عازمون على الفرار من جحيم منتخب "الديكة"، وسهام العنصرية التي توجه لهم من صحافة نسيت زيدان، ولاعبين من طينة "بوتي" الذين لا يحبون العرب والسود.